مقالات وتدوينات

أحبك حبين، حب الهوى وحبًا لأنك أهل لذاكَ

بواسطة 16 أبريل، 2019 لايوجد تعليقات

قبل أن تكون القضية إعتقاد تؤمن به إنها حاجة فطرية، إن أنت أشبعتها لن تحتمل أن تجوعها أبداً ،كما أنه من الصعب وفطرتك الأنس أن تعيش الوحشة، تقسو على نفسك دون أن تشعر ببعدك عن أضواء السكينة،وتزداد نفوراً من نفسك إلى أضواء الصخب واللهفة الباهتة، أنهكًت روحك وحشة هذا العالم ؟،

 

 

ياصديقي إن كل هذه الوحشة أشد من أن تحتمل روحك.العالم مليء بالطمع والشح والخرافة والخوف والأنانية المنتنة،يخيل إليك من وهمها أنها تسعى لتنقذك لكنها مع الأسى تنهش قلبك. ترى طوق النجاة الممدود بالسماء؟ الضوء الذي يبهرك لكنك تخاف كسر عاداتك ؟ تخاف أن تضيع فيه ولا تعود للحياة التي تظن أنك اخترتها !ولاتدرك بأنك تائه فيها؟تمسك به رجاءاً من أجلك، حتى تدرك وجودك وموقعك وماهيتك.!

والقضية ياصديقي هي الحياة التي تعيشها في قلبك، وليس حولك !

فالمنبع يبدأ من لذة النور والخير،لكن الخير والحُب يحتاج إلى عنايتك،لينهمر على جودة حياتك وعلاقاتك وسعادتك، إبذل جهدك على أن لايخبت فيك ولاينطفيء بإتباعك مايؤذيه ،كالحلوى التي تجذب إنتباه الطفل بغريزته الأولية :حب التملك والطمع،فيتخم بها ولا تغنيه من جوع!،ستظل دائماً جائع،ونهمك سيزيد من جوعك!افاملأ جوفك على سبيل اليقين وليس التجربة بما يحتاجه فعلاً وليس مايعجبه ظاهرياً،الغريزة كثيراً ماتكون مضللة،ومشتته تنحيك عن ماتحتاج إلى ماتشتهي،وماتحتاجه يقويك أما ماتشتهي فيضعف عزيمتك!إتبع الهدى وستزول أقنعة العزة الباطلة لتدرك أن عزتك في إتباع الدلائل التي خُلقت لها وليس المضللات التي خُلقت لتشتتك عن طريقك الحق،أنت خلقت لتحيا حياة طيبة ،وروحك محلقة أبية فلا تكبلها،لأنها لن تهدأ وستظل مستوحشة حتى تطير إلى النور.والنور هو الله.

 

(رابعة العدوية وصفت حبًا كاملًا في قولها: أحبك حبين، حب الهوى وحبًا لأنك أهل لذاكَ ولأننا في الغالب نعلق في حب الهوى دون أن نجد من هو أهل لذاكَ، كان المخاطب في قول رابعة هو الله الذي تفرد وحده بالكمال والأهلية*.)

اكتب تعليقك