_من يعرفني يعرف أني أحب مشاهدة الأفلام في بعض أوقاتِ فراغي ولكن الوقت الذي يستهلك في البحث عن فلم جيد يحد من المتعة وقد ينتهي وقت الفراغ في البحث دون مشاهدة أي فلم!، لذا ومن باب كسر الروتين قررت مشاهدة أفلام ديزني المحاكية للأساطير السحرية الجميلة مثل:” الجميلة والوحش”و “علاء الدين”.وقد كان قراراً صائباً حتى أني ندمت على هدر فرصة مشاهدتها فوراً منذ توفرها لأنها جميلة من كل النواحي وخاصة ًالمقاطع الغنائية الساحرة والحوارات اللطيفة التي لا تستطيع إشاحة انتباهك عنها، ثم إن مسوغ أني أعرف الحكاية مسبقاً ليس بمبرر جيد يمنعني من مشاهدة الفلم، ولا اخفيكم أني نجحت في إرضاء الطفلة بداخلي أو كما يقول غازي القصيبي رحمه الله ” شعرت برعشة طفولية غامرة” حين حكى عن مملكة السحر (والت ديزني) في كتابه العودة سائحاً إلى كاليفورنيا عام 1987 ثم قال “و ها هي ذي “مملكة السحر” مرة أخرى بعد ربع قرن. لم تتغير كثيراً. إنها ككل الأشياء ذات الجمال الأصيل تنمو وتكبر بثقة تنمو ولا تهرم تكبر ولا تشيخ.”

فالتكرار لا يجعل الأشياء البراقة أقل بريقاً دائماً خاصة إذا ارتبطت هذه الأشياء بالأيام الخالية والعذبة.، وهذا ما تفعله أفلام والت ديزني رغم تكرارها للأحداث التي سمعتها وقرؤتها منذ الطفولة فإنها تجعل الأساطير أكثر عمقاً وسحراً.

وعلى طاري الدكتور غازي رحمه الله، قرأت مقولة كتبت عنه (بأنه قادم من المستقبل!) وحقاً كم أصابت معنى. فهو رحمه الله يشعرك بأنه خلاصة فريدة من أمجاد الماضي وجمال الحاضر وأمنيات المستقبل، في آخر صفحة من فصل المملكة السحرية توجه إلينا بنظرة مستقبلية حين عبر عن استيائه من اللذين يريدون زرع “ديزني لاند” بين عشية وضحاها في الرياض وكأنها فسيلة نخل أو بيت مسبق الصنع وهي التي استغرقت عقوداً من التخطيط والبناء “ثم أثار مكامني حين عاد إلى مجد الماضي بعراقته وقال “هل لدينا من الوعي ما يجعلنا نصمم في مدينتنا المنتظرة “سفينة ابن ماجد “؟ وجزيرة حيَ بن يقضان” و”أرض المعاليق” و”قلعة الزرقاء “؟ عندما نتمكن من ذلك يجب أن نبدأ التخطيط لمدينتنا. أما “ديزني لاند” فلندعها كما هي إنها ليست حديداً وإسمنت وحجارة، إنها قطعة من الفولكلور الأمريكي “وحين يعود الدكتور غازي إلى اللحظة الحاضرة فإنه يعيشها بملء جوارحه “وانتقلنا من مغامرة إلى مغامرة. وعدت صبياً في سن أولادي أصدق أن الغواصة هبطت إلى أعماق المحيط وليس مجرد متر أو مترين فقط تحت الماء”.

 

اكتب تعليقك