ليست الزهادة في تحريم الحلال وَلَكِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا أَنْ تَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدَيْكَ *، قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية

“إن في الدنيا جنة ، من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ..”

والله يريد لنا حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة ، لا ضير في الرخاء المادي ولكنه ليس غاية المؤمن لكنه المؤمن طموح محب للعلياء من كل أمر ولا ضير في أن يعيش المؤمن رغد العيش وحلاوته ونقاوته وطيبه وهناءه، مشكلة تداخل الثقافات في زمننا أو العولمة أنها أدخلت على الدين الإسلامي مفاهيم دخيلة فالإسلام ليس ديناً منفصلاً عن الحياة اليومية بل هو في أصل كل تعاملاتك اليومية “الدين خلق فمن زاد عليك في الدين زادك في الخلق” .

 الإسلام أسلوب حياة يريدك أيها المسلم أن تعيش الحياة كاملة بتناغم الجسد مع الروح فنحن نقصد الصلاة لنرتاح بها ونستمد منها الطاقة الروحية التي تعيينا على خوض الحياة بالحب والتفاؤل،الله ليس موجوداً في المساجد فقط رغم أنها بيوته ولكنه أقرب إلينا من حبل الوريد لأننا خلائفه وخلق من روحه وهو معنا أينما كنا، و مع الله لا خوف ولا حزن ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )

 الأمن والسعادة هي إرادة الله لنا لنعمر الأرض ونبني في توازن نفسي وفكري وطمأنينة عميقة،

الله لروح أمان كما أمان الجسد بالماء الذي يحييه وينعشه وينميه،والأمان في الأصل انتماء للقوي فلا خوف إلا منه وحده ،الوعي الأخلاقي يبدأ من بوصلة الضمير داخل الفرد وهي كالنبع الفرات الذي يتدفق فيطرب الروح خريره ومن ثم يرتوي منه الجسد.

 

_ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا_

 

 الله( عز وجل ) مطلع على السرائر والظواهر، و القلق والإضطراب ينجم من تباين الظاهر عن الباطن وكلما توائم الخارج مع الداخل كان لسلام والسكينة والدعة أقرب.

 الله محيط على كل شيء ونحن دائماً في معيته، نذكره فيذكرنا(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)

نسأله كشف المصاب فيكشفه عنا بلطفه وكرمه ” أمن يجب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء”

\ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) 

ندعوه فيستجيب لنا.

 

  عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْجُبْلَانِيِّ، قَالَ:لَيْسَ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ، وَلَا بِإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَلَكِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا أَنْ تَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدَيْكَ، وَأَنْ يَكُونَ حَالُكَ فِي الْمُصِيبَةِ وَحَالُكَ إِذَا لَمْ تُصَبْ بِهَا سَوَاءً، وَأَنْ يَكُونَ مَادِحُكَ وَذَامُّكَ فِي الْحَقِّ سَوَاءً*

اكتب تعليقك