خلقت الخلق ياخلاق سبحانك من نفس واحدة وخلقت منها زوجها، فكانت وأنت أجل وأعلم زوج محمد صلاة الله وسلامه عليه هي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها،الوجه الآخر من النبوة،المرأة الكاملة،التي التحمت مع الرسول أفضل الخلق فتوهج الكون، النقية من صميم القلب نافذة البصيرة مع خاتم النبيين، ،الذكية الحكيمة، الصابرة المؤمنة التقية،الأمينة المحبة الحنيفة التي أنفت نفسها عبادة الأصنام في الجاهلية،وانجذبت بفطرتها إلى النور، فهي قد أختارت الرسول قبل أن يكون نبياً زوجاً لها وذلك لما سمعت عنه ورأت من فريد خصاله ونبله وشرفه، و أول من صدقت برسالته التي زعزعت طغيان الجاهلية وهدمت صواميع التعصب والقبلية فكانت لها مدداً وسنداً وعونا، قال عنها الرسول “آمنت بي حين كفر الناس،وصدقتني إذ كذبني الناس ،وواستني بمالها إذ حرمني الناس،ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء”،قبل أن تلتقي خديجة محمداً رأت في منامها أن الشمس دخلت بيتها ساطعة تبهر الأبصار وتسمو فوق كامل أرض مكة،فروت لابن عمها ورقة ابن نوفل الرؤيا” والذي كان يكره الأوثان فقرأ الكتب وبشر بقدوم رسول” فأوله بزواجها برجل مثل الشمس التي رأتها وقال وأحسب والله أعلم انه نور النبوة. ” حتى قال لها يوم زواجها :”ماينبغي أن يكون هذا رجلاً من الناس؟فإن فيه من المزايا ماليس فيه من الرجال وإنها لتنطبق على ماقرأت في الكتب المقدسة.”
تلقت أم المؤمنين شارة النبوة في لحظة ظهورها وآمنت بها لأنها على إطلاع بكتب المسيحية حيث كانت قارئة واسعة التفكير لم يشغلها المال والجاه عن البحث في ماوراء الوجود، ولم يشغلها الزبد بل كانت تترقب آيات الله حتى يصحو قومها من الظلام وعبادة الأصنام!
كانت عالية كغيمة تسمو على الماكرين والهازئين ،وتهطل برقتها وحنانها على الرسول الكريم،تحملت قسوة الحصار وداوت جراح النبي الكريم، استيقنت وعد الله فوعدها الله بجنة عالية قطوفها دانية تعوضها عن النصب الذي بذلته بسخاء منقطع النظير
سلم عليها جبريل حين أسرى بالنبي”قال رسول الله وقلت ياجبريل هل لك من حاجة؟قال: حاجتك أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام”.
*كانت هذه التدوينة بعد قراءتي لكتاب خديجة أم المؤمنين لإحسان سليم شرباتي.الكتاب جميل جداً وشيق وذو شجون أنصح بقراءته.
سلمت يداك وجعلك الله من النساء الطاهرات بزماننا وهذا مالمسته منك واشهد لك به
دمتي لأحبابك وذويك✒️????
شكراً لك عزيزتي فاطمة، ممتنة لتعليقك ودعواتك.