انهيت مساء البارحة رواية عربية خليجية ،وهي رواية تحت عنوانسيدات القمرالرواية للكاتبة العمانية جوخة الحارثي،على الرغم من نجاحالرواية وشهرتها وحصولها على جائزة البوكر عام ٢٠١٩وكذلك توفرها بصيغة الpdf وحتى صوتياً إلا أني شعرت بالحظوة لأني حصلتعليها وقرؤتها وتعمدت البطء في القراءة لاستمتع بها وقتاً أطول! ،وتسائلت كيف لم تصلني هذه الفريدة قبل عام ٢٠٢٠ وهي المنشورة منذعام ٢٠١٠؟

كيف أصف الرواية لكم من زاويتي؟

حسناً ،رواية شيقة تغور في الشخوص وخلجاتها لتعبر عنها بشكل شاعري متدفق،وتصف الأحداث كما لو أنك تشاهد فيلماً سينمائياً ،عميقة تستشهد بأصالة عُمان وتراثه والشعر العربي الأصيل. تحرك حواسك،

حاسة الشم حين تشم رائحة الياسمين والبرتقال في بيت خال السيدة سالمة أو رائحة المرق في حجر ظريفة !وتنقلك إلى رائحة البخوروالزعفران في بيت عزان بينما تسمع قرقعة الأواني في المطبخ وظريفة تعد الطعام بمناسبة ولادة ميا ابنة سالمة وعزان لابنتها من ولد سليمانالتاجر عبدالله وهو بالمناسبة يهذي أحيانا ويروي لنا الحكايات من زوايته التي تطل على الغيمات في مقعد الطائرة ،ستتحسس الرملالساخن في الصحراء تحت ضوء القمر يموج تحت قدميك ،وستشاهد في رواية جوخة بعيون خيالك أعين النساء تتلامع وحليهن يتراقصعلى معاصمهن وهن يتناولن القهوة والحديث الممتع بسرد حكاواتي شهي يبرع في استمطار خيالك مهما كان أجدباً!

رغم قربي الجغرافي من عمان وتشابه بعض التقاليد والعادات إلا أني استمتعت بتخيل المشاهد والطقوس،فكيف وقع الرواية على الأجنبيالشغوف بإكتشاف الغريب والجديد في الشرق أوسط او الخليج خاصة؟ ثرية هذه الرواية من نواحي عدة ، التجارب الإنسانية، الحضارةوالتراث ، الأسرة والحياة، الرق والعبودية، اللغة والأدب، المجتمع والتقاليد وأخيراً الحبكة الشهية والخاتمة المربكة.

اكتب تعليقك