شدني عنوان الرواية وهو الذي يشي بشجرة برتقال زاهية،شديدة الإخضرار وتثمر برتقالات لذيذة،فحاولت منذ سقطت عيني عليه في تغريدة قبل أشهر كثيرة البحث عنها،حتى وجدتها  قبل أسابيع أثناء زيارتي لمكتبة جرير ..

رغم أني اكتشفت (أثناء القراءة) بأن الشجرة مجرد جذع شجرة برتقال حلو،مُزيّن بالشرائط وبأغطية قناني البيرة من قبل طفل لم يتعد الخمس سنين في خلفية منزل شعبي بأحد شوارع البرازيل وحتى أن الغصن لم يثمر بعد.

إلا أن الرواية اسمعتني عذوبة انهمار الماء في الشلال لأنها جاءت على لسان الطفل،لكن أي طفل؟ طفل ذو مخيلة ريشية فنانة،ترسم حواراتزكية،لا تقل روعةً عن رائحة البرتقال الشهي..

طفل شاعر بالسليقة .. تعلم الهجاء و القراءة في الرابعة ولم يصدقه حينها أحد لأنهامعجزةأن يتقنها بدون حتى معلم !

يعاني الصغير قلباً حساساً وعقلاً مشتعلاً لا يهدأ .

يناديه الجميع بابن الشيطان و يتناقلون بأن الشيطان يهمس له بأفكار من جهنم،يبتئس وهو يحاول إسعاد الكبار فيتلقى سوطا ً جلدياً بغرض تأديبه علنياً ولتسكين أوجاعهم من خلاله سريا ،لكن الحقيقة التي لا يعرفها إلا القليل أن قلبه يشع براءة كما تشع الشمس فيه بالفرح حين يبتهج، وكمايتوهج شعره حين ترمي الشمس أشعتها من بين خصلاته  الذهبية،يحمل الصغير داخله عصفوراً عذباً يغني ..

الرواية للكاتب خوسيه فاسكىنسيلوس

تحكي قصة من أسرة نصف برازيلة ونصف هندية

عانت بعد أن فقد الوالد عمله مرارة البؤس بعد الثراء حتى أنها صارت تأكل الرغيف والقهوة فقط على مائدة ليلة الميلاد وتنام وأفرادهامختنقون بالدموع ، يحمل الصغير صندوقاً ثقيلا ً لتلميع أحذية الناس في الشوارع مقابل أن يشتري لوالده هدية عيد الميلاد بعد أن سمعهوالده عرضيا ًيشتكي من الفقر فقلبه الرقيق لا يحتمل حزن والده،الجذاب أن الرواية تروي مغامرات الكاتب نفسه في طفولته وختمها برسالةإلى الرجل البرتغالي الذي جاءات به الأقدار اللطيفة فاحتواه في عوز عائلته ومايترتب على ذلك من إنعكاسات نفسية مؤلمة فكتب له بعد أن بلغ عمر طفلنا ثمان وأربعون سنةإنه أنت من علمني رقة الحياة ، عزيزي بورتوجا. الآن جاء دوري في توزيع الكريات والصور،لأن الحياةمن دون الحنان لا تساوي شيئاً ذا بالٍ .”الترجمة راقية و سلسة لإيناس العباسي التي أشارت إلىأن الرواية الإنسانية المؤثرة تدرس فيمدارس البرازيل وينصح بها الأساتذة في المعاهد الفرنسية لطلبتهم بقراءتها“.

اكتب تعليقك