أقتنيت مؤخراً شجرة جاردينا فاتنة،رائحتها عطرية لا تقاوم،ومنظرها يبعث على السعادة،زهرة الجاردينا بيضاء بهندسة أنيقة،وقعت في غرامها منذ أول نظرة عند المشتل،وانتهى بي العشق أن أقطف كُل يوم مع قهوتي زهرة.رغم فارق التشبيه إلا أن الجاردينا عادت بذاكرتي إلى شجرة الفلُ البهية في منزل الطفولة والتي تملأ أغصانها الشوك ولكنها تثمر زهرة فل كبيرة تسلب لبي حينذاك، ومن ماعلق في ذاكرتي أن والدي_حفظه الله_ كان يقطف زهر الفل بعناية بأداة يستخدمها في يده، كما أذكر أني أقبلت عليه مرةً و هو مع صاحبه يقطف الفل فناول لي واحدةً وقال وهو يحاوره “هذه هيا الفيصل”_كناية عن المسماة عليها والدته التي توفيت رحمها الله وهو صغير_ فأنتشيت بالفٌلة بينما أتفاقز على جدار الحديقة.

الزهر الفاتن جداً يموت سريعاً لكن سرعان ماتنمو خلفه أخرى زكية،ذلك أن يقينه سماوي وأصله ثابت.ولأن الزهر بالزهر يذكر فإن الذاكرة أيضاً عادت بي إلى الأوتجراف المُزهر و الذي جلبه لي والدي وأنا في عمر التسع سنين،فألحيت عليه أن يستفتحه بالكتابة، فكتب :إلى زهرتي التي أرقب نموها يوماً تلو الآخر وأسقيها قلبي!، لكن المعلمة صادرت الأوتجراف في اليوم الذي يليه لأن زميلتي سامحها الله كانت لاهيةً تكتب لي فيه أثناء الدرس،ولكن معلمتي مشكورة أسدت لي معروفاً من غير مقصد حين لم تعده إلي في حينها! حيث أعادته بعد ثلاث سنين وذلك بعد أن انهيت المرحلة الإبتدائية فاكتفيت محتفية ًبكتابة والدي وحدها في الأوتجراف الصغير وحفظتها في قلبي عن ظهر غيب. 

اكتب تعليقك