الخَبز ورائحة الخَبز من مباهج الحياة بالنسبة لي !
وإضافة النكهات والبهارات فن قد لا أكون تمكنت منه لكن أجزم أني من عشاقه ،وخصوصاً خبز “الكعك” وكما نسميه بالعامية ” الكيك ” بنكهة البرتقال تحديداً فهي فتنتي،حتى أن كيك البرتقال أول طبق أعددته في طفولتي والذي أتذكر أني جلبت مقاديره من مجلة الطفولة التي أتحرق شوقاً لها مطلع كل شهر ،المهم ولأجل اللحظة التي تملأ فيها رائحة البرتقال الزكية أرجاء المنزل فإن العشق لم يتوقف ، كما أن “تركي: أبني البكر “يجب الكيك من حين لآخر ويطلبه بلغته الطفولية :” ماما أبي كيك”فقررت ظهيرة اليوم إعداده معه .. طبعاً لا أخفيكم السيطرة على موضوع الكيك مسألة ليست سهلة مع طفل في الرابعة! لكنها ليست المرة الأولى التي نعد فيها الكيك سوياً وحتما ًسننجو كما نجونا سابقاً! تعلمت كأم أن أتجاهل العوائق وأركز على الهدف وهو مشاركة طفلي نشاط نحبه. ولأصدقكم القول لم يكن يحبه بداية الأمر ..وكان يفضل نشاطات عبثية أخرى لكن الحمدلله الآن يستمتع بل ويساعدني بعيون مترقبة! المهم أعددنا الكيك بمراحلة وفي آخر خطوة والتي قررت بفرح المنجز تخليدها بكاميرا الجوال وعلى غفلة مني أفرغ تركي كامل علبة “البيكنج بودر” في الخليط!
أٌحبطت وآثار إحباطي صارت على شكل صدمة تعلوا عيون تركي البريئة! ..
فضحكت لأشتت صدمته وطبعاً صدمتي،فهرع إلي يحضنني! قبلته وأنا أواسي نفسي” حسناً كسبت هذه اللحظة الحميمية” !وكل شيء يمكن معالجته “فرفعت البيكنج البودر الزائد من الخليط واستنشقنا أنا وطفلي رائحة البرتقال الشهي و تنفسنا الصعداء
وضعنا الكيك في الفرن”والأمورعلى مايرام” وبعد 10 دقائق صار تركي يلعب بالكره وأنا أترقب الساعة في غرفة المعيشة بسلام حتى ارتفع صوت الخادمة فرحاً “مدام الكيك كوييس” وفتحت هي بسرعة خاطفة الفرن فهبط الكيك !! خيم السكون قبل أن تضحك بوجل” وتقول:” يامدام سوووري يامدام أنا مايعرف”فابتسمت لها وأنا أتذكر مقولة والدي العزيز “لا تبكي على اللبن المسكوب” ! ومقولة أمي حبيبتي “النافذ لا حيلة فيه”
حسناً!
كان الموضوع مجرد “كيك” لكنه صار أبعد من ذلك فصار تدريب عملي لي أحلم فيه على ماكان يغيضني سابقاً . نعتقد كمربين أننا نربي أطفالنا لكنهم يساهمون في تربيتنا وصقلنا بشكل يومي .. وكذلك نظن أننا أعلى منزلة من الخدم لذلك يهابوننا ولا ندري أينا أقرب إلى الله وأشد إنكساراً إليه فيشكونا إلى من نخافه !