مقالات وتدوينات

وإذا العناية لاحظتك عيونها… نَـمْ فالحوادث كلّهن أمان

بواسطة 25 ديسمبر، 2018 تعليق

إني لأتأمل عظيم إيمان النبي الحنيف إبراهيم عليه السلام بمهابة. فلقد ابتلاه الله ابتلاءات عديدة رفعت من منزلته فصار خليل الله عز وجل. وأبو الأنبياء وأعظمهم قدراً بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومما ابتلاه الله ما كان في ابنه البكر” إسماعيل” وأمه “هاجر” واتأمل معجبة بإيمان السيدة هاجر فلم تخش القفار الموحشة حين قالت”: يا إبراهيم!، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أحد ولا شيء فيه؟، قالت ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت: إذاً لا يضيعنا”.

واستجمعت حين نفذ ما عندها من تمر وماء ولم يتبقى سوى دبيب الوحشة وبكاء رضيعها الجائع مع يباس العطش كل قواها ساعية ًبين الصفا والمروة سبع مراتٍ حتى أضناها السعي ولما بلغ منها مشهد رضيعها والحياة تبهت في عروقه وبكاءه ينطفئ مبلغاً غائراً من الوجع أشاحت عنه وسكن الكون ثم سمعت صوتا حسبته صوتها فقالت تخاطب نفسها:” إن كان عندك غواث!” فإذا بملك كأنه طائر قد حوَم على المكان ثم حط على بقعة هناك فظل يبحث بجناحه حتى انبثق ماء “زمزم” فهرعت هاجر إليه مستبشرةً وأقبلت ترتوي وترضع ولدها. واستحقت بذلك أن صار سعيها bشعيرة يؤديها كل مسلم في العمرة والحج وارتوينا على أثرهمها عليهما السلام زمزم عذباً لا ينضب حتى يومنا.

One Comment

اكتب تعليقك