كنت قد انتهيت من الإستعداد للخروج وماتبقى غير أن اضع فردة قرطي اليسار ولكن المكبس الذي يحكمه قد أفلت من يدي،سمعت صوت ارتطامه على الأرض الخشبية لكنه كان صغيراً جداً فغاب عن ناظري،تحسسته وبحثت عنه لكن لم أجده!.عندها تذكرت حكمة لقمان لإبنه حين قال له :(يا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)
.كان المكبس أثقل من الخردلة التي لاوزن لها ،ومع هذا أفلت مني وضاع!وعند الله لا يضيع الأجر ولا يضيع الرزق ولا يخفى عليه من الأمر مثقال هذه الحبة من الخردل وماهوأخف وماهو أخفى!.بل ويعلم مالايرى ومايتوارى و ماتوسوس به نفسك وماتراودك به ونواياك حين تعمل صالحاً أو سيئاً.يعلم إخلاصك حين يذمك الناس، كمايرى فساد نيتك حين تظهر لناس حسن عملك!

وبالحديث عن لقمان كان ولياً صالحاً نال الكثير من الحكمة والعلم على يد سيدنا داود عليه السلام ونال محبة الله الذي وهبه العلم والفطنة،مما خوّله ليكون حكيماً وخليفة لله على الأرض وقد عرف بلقمان الحكيم؛ والسبب في ذلك يعود إلى شدة حنكته ومهارته في حل المنازعات، حيث إنّه عمل قاضٍ لبني إسرائيل.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في صفات لقمان: (إنّ لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحبّ الله فأحبّه الله تعالى، فمنّ عليه بالحكمة).

:

:

ومن ما لاشك فيه أن عاطفة الأبوة الصادقة تجلي حكمته وهو المشفق المحب لفلذة كبده
وهذا بعض من ماشدني خلال بحثي عن وصاياه الغير مذكوره في القرءان لابنه :
يا بني ! ارج الله رجاء لا تأمن فيه مكره، وخاف الله مخافة لا تيأس بها رحمته
.يا بني ! إن العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله.
يا بني ! لا تأكل شبعا على شبع، فإنك إن تلقه للكلب خير من أن تأكله..
يا بني ! اتق الله، ولا تر الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر.
يا بني ! جالس العلماء وزاحمهم بركبتك، فإن الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء.
يا بني ! إياك والدين، فإنه ذل النهار و هم الليل..
يا بنيّ، إذا أردت أن تواخي رجلاً فأغضبه قبل ذلك فإن أنصفك عند غضبه وإلّا فاحذره .
يا بنيّ، إيّاك وشدّة الغضب فإنّ شدّة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم
يا بني، اختر المجالس على عينك، فإذا رأيت المجلس يذكر الله عزّ وجل فيه فاجلس معهم، فإنّك إن تك عالماً ينفعك علمك وإن تك عييًّا يعلموك، وإن يطلع الله عز وجل إليهم برحمة تصبك معهم..

 

 

اكتب تعليقك